شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
شفاء العليل شرح منار السبيل
217191 مشاهدة
المستحاضة المتحيرة تتوضأ لكل صلاة

قوله: [ وتتوضأ في وقت كل صلاة ] لقوله -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة بنت أبي حبيش وتوضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت وقال في المستحاضة: وتتوضأ عند كل صلاة رواهما أبو داود، والترمذي .


الشرح: رواية توضأ لكل صلاة وردت أيضا عند البخاري وهذا إذا لم تغتسل، وسبب ذلك أن هذا الخارج ناقض من نواقض الوضوء، فيلزمها أن تتوضأ، أما الغسل فهو أفضل، ولكن يكون فيه مشقة مع الاستمرار، وإن جمعت بين صلاتين بعذر كفاها وضوء واحد، أو غسل واحد، فبعض النساء لا يخرج منها الدم مستمرا، بل يتوقف أحيانا، فإذا تحققت أنها لم يخرج منها شيء بعد الظهر- مثلا- حتى دخل العصر، جاز لها أن تصلي العصر بوضوء الظهر؛ لأنها تحققت عدم انتقاض وضوئها.